هل الايمان سيء ولهاذا لا يؤمن الملحد ام بينه وبين الايمان قطيعة ابدية ؟
بداية ان تصنيف الايمان هو بين النفع والضُر , لان ذلك يرتبط بالطريقة التي يستعمل بها .
على الصعيد الشخصي مثلا :
هو تماما كالعكاز يمكنه مساعدتك على المشي طالما انه بحجم معقول , ولكن اذا اصبح كبيرا جدا فانه
سيتحول الى عبئ عليك , لان احداً غير قادر على حمل عكاز بحجم عامود , وان فعل سيؤذي نفسه حتما
لذلك كلما ازداد حجم ايمانك بالشيء كلما زاد احتمال ان يضرك , وازدادت صعوبة التخلص منه .
اما على الصعيد العام
فالايمان كالحبل , يمكنك القاؤه لتنقذ به انسانا يغرق , ويمكنك ربط نفس الانسان به والقاؤه ليغرق ,
لذلك ان كان ايمانك يتوقف عند مساعدة الاخرين فهو جيد , اما اذا تعدى ذلك واصبح وصيا عليهم فسيضر
بك وبهم وقد يسبب حروبا ومآسي .
من هنا فان الايمان لا يجب , واكرر لا يجب ان يُقدم على العقل بأي حال من الاحوال , واذا لم يكن ايمانك
عقلانيا , فانه يشكل اكبر خطر عليك وعلى المجتمع , واعتقد ان الانتحاري الذي يفجر نفسه ويقتل غيره
هو خير دليل على كلامي .
اذا ماذا يعني هذا هل عدم الايمان هو افضل من الايمان ولهذا الملحد لايؤمن ؟
في الواقع انا كنت من انصار هذا الراي بشدة , ولكن احد المؤمنين اقنعني باني كنت مخطئ فجرعة
الايمان تكون احيانا هي التصرف المسؤول ,فغيرت رايي وهذه احدى حسنات الفكر الحر , لانك لا
تخاف من ان تكون على خطاء .
المهم
نحن ناخذ قراراتنا في الحياة بناءا على ادلة مرافقة او معرفة مسبقة , واعتقد ان الجميع يوافقني في هذا ,
ولكن ماذا لو لم يكن هناك ادلة مرافقة ولا معرفة مسبقة ماذا نفعل ؟ الحقيقة اقولها بكل صدق نجمع ما
يمكننا من ادلة ثم ناخذ جرعة ايمان , وهذا شيء نفعله جميعا لاننا نضطر الى ذلك .
وساعطي مثلا عليه
عندما تريد ان تتزوج مهما فعلت لن تستطيع ان تحصل على معلومات كافية عن حياتك ومستقبلك مع الشريك
الاخر فما الحل ؟ هل تقول انا ملحد ولا اخذ قرارا الا بالادلة الحسية ؟
بالطبع لا , بل تسال عنه وتجمع ما يمكنك من ادلة وتناول جرعة ايمانية لتقنع نفسك بالباقي وبعد ذلك ستبدي
الايام ما كنت تجهله عنه
طيب
ماذا لو تبين ان اختيارك كان خاطئ , وشريكك الذي امنت به اضر بك وبالاخرين , ماذا تفعل ؟
هل تدفن راسك بالرمل ل1400 عام وتقول ان هذا ليس ذنب الشريك , بل الاخرون لم يفهموه , وتمضي
عمرك تدافع عنه وفوق هذا تتهم نفسك بالتقصير , وتبكي على الاطلال ؟
بالطبع لا , بل تتركه تبحث عن الحقيقة , او على الاقل تضعه عند حده فلا يتجاوزه , وتعيش حياتك بمفاهيم
جديدة مبنية على ما اكتسبته من خبرة في السنوات الماضية .
هذا يوصلنا الى سؤال دائما يطرحه المؤمن علينا وهو , طلما انك تؤمن بأشياء في حياتك دون ادلة لماذا لا
تؤمن بالله دون ادلة ؟
في الوقع من يطرح هذا السؤال هو كمن يضرب لنا مثلا وينسى نفسه , لانه طالما انك امن بالله دون ادلة
لماذا لاتؤمن بزيوس العظيم دون ادلة , او لماذا لا تؤمن بالعلم ؟
فعلا لماذا تقبل كل ما يأتيك به العلم الا ما يتعارض مع دينك اليس هذا تناقض ؟
هل تعلم ان معظم المضادات الحيوية التي تتناولها مصنوعة بسبب التطور ؟
هل تعلم ان الانسولين لم يمكن ليصنع لولا ان العلماء نجحوا في تطوير خلايا حية من نوع الى اخر ؟
المهم
نحن نؤمن ولكن الجميل في ايماننا انه يهتز , فلو امنت بشيء لمئة عام وتبين لك انه خطا , القيه فورا وامضي
لا تغمض عينيك حتى لا ارى الحقيقة ,
اخي
لن يضرك ان تعرف بانك الطريق الذي سلكته خطأ الى المطار , بالعكس هذا من مصلحتك اذا رفضت ذلك ,
واستمريت بلوي اعناق النصوص في الافتات وتأوليها , لن تصل الى هدفك وان وصلت بالصدفة ستجد نفسك
وحيدا في قاع المطار , بينما الجميع قد امتطى السحاب , وفاتتك رحلة الحياة التي ليس هناك غيرها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق